[size=7]كابول (رويترز) 11/5/2007 : - الفتاة الافغانية البالغة من العمر عشر سنوات تتمتع بعينين واسعتين وابتسامة يكسوها الحياء غير أن وجنتها اليمنى بها قرحة داكنة تتخللها الدماء.
فالفتاة مصابة بداء الليشمانيا الطفيلي وهو مرض ينتقل عبر ذبابة الرمال الصغيرة ويمكن أن يؤدي الى ظهور ندوب حادة عادة ما تكون في الوجه.
وعندما سئلت الفتاة (سهيما) التي كانت ترتدي تنورة طويلة وبنطالا وحذاء أزرق مهلهلا عما اذا كانت تلك القرحة تؤلمها أجابت بصوت هاديء "لا".
غير أن والدها يشعر بقلق بخصوص هذه القرحة التي تماثل في حجمها حجم عملة معدنية كبيرة.
وقال الوالد نجيب الله "بالطبع.. هذا لا يبدو طيبا." وكان نجيب الله يتحدث في عيادة لعلاج الليشمانيا مزدحمة بالاطفال المصابين بمثل تلك القرحات في العاصمة الافغانية كابول.
وقال نجيب الله انه لاحظ وجود علامة على وجه ابنته أول مرة قبل نحو شهرين. وتابع "كانت نقطة صغيرة للغاية غير أنها أخذت تنمو بشكل تدريجي. اذا اتسعت أكثر من ذلك فستغطي وجهها بالكامل."
ولا تمثل مواجهة داء الليشمانيا الطفيلي أولوية لدى الحكومة والجهات المانحة لها الذين يصارعون ضد معدلات كبيرة من الوفيات بين الاطفال والاصابة بالسل والملاريا وأمراض الصدمة.
والنسخة الاكثر شيوعا من المرض غير قاتلة غير أنها تسبب تعاسة لا توصف. فالضحايا الذين تعلو وجوههم الندبات موصومون مما يتسبب في عزل الاطفال بالمدارس وعدم قدرة الفتيات على العثور على أزواج.
ويجذب المرض الذي طالما أهمله المانحون انتباها أكبر بعض الشيء في الغرب وربما المزيد من الاموال.
وانتقل المرض أيضا الى بعض القوات الاجنبية في أفغانستان عبر ذبابة الرمال. وقالت متحدثة باسم قوات حلف شمال الاطلسي ان نحو 150 حالة ظهرت بين تلك القوات في عام 2005 ونحو 12 حالة أخرى في عام 2006.
وجرى تحصين معسكرات حلف شمال الاطلسي لمنع اقتراب ذبابة الرمال كما صدرت تنبيهات للجنود بعدم ثني أكمامهم وباستخدام المواد الطاردة للحشرات وباخذ الحيطة من لسعة الذباب.
غير أن الفقراء في أفغانستان هم الاكثر عرضة للاصابة بالمرض.
ويقول خبراء صحيون ان كابول التي دمرت خلال الحروب وتعرضت للاهمال على مدى سنوات بها أسوأ انتشار لليشمانيا في العالم.
وقال ريتو شتاينر وهو مسعف بمؤسسة (الخدمة الطبية) الالمانية التي تساعد على تشغيل العيادة في كابول "انه خارج نطاق السيطرة.. خارج نطاق السيطرة تماما."
وأضاف "لن يمكن السيطرة عليه الا اذا تعافت الصحة العامة."
والقرحات العميقة التي سببتها الطفيليات ستندمل اذا تركت بلا علاج غير أن ذلك يؤدي الى تشويه البشرة وقد يستغرق شهورا.
وأدى هذا الى ذيوع لاحد الاسماء التي يعرف بها المرض وهو (سلدنة) أو القرحة التي تستمر عاما واحدا.
ورغم أن هذا المرض موجود في جميع المدن الأفغانية إلا أنه انتشر بصورة كبيرة في أحياء كابول المزدحمة وانتقل إلى مئات الآلاف من السكان.
وقال عبد الله فهيم المسؤول بوزارة الصحة الأفغانية "عندما تكون لدينا حالة واحدة في أسرة.. بالطبع لا تكون واحدة.. تكون الأسرة بأكملها وحتى الجيران."
وذبابة الرمال التي تنقل المرض تحملها حيوانات من بينها الكلاب وأنواع من فصيلة الفئران إلى جانب البشر. وعادة ما تتكاثر هذه الحشرات في الأراضي القاحلة وفوق النفايات.
ورغم أن تلك الحشرة لا تجيد الطيران إلا أنها تغزو الصدوع والشقوق في المنازل حيث تخرج من تلك المناطق لعض الأجزاء المكشوفة من الجسم مثل الأنف والذقن والوجنتين والأيدي أثناء النوم خلال الفترة من أواخر الربيع وحتى الخريف.
وقال توبي ليسلي الباحث بمدرسة الصحة وطب المناطق الحارة في لندن "إنه مرض مدمر... إنه ينتشر بقوة في المناطق بعد الحروب والمناطق التي تفتقر للصحة العامة الجيدة.. والتي تفتقر للخدمات المجتمعية."
والليشمانيا الطفيلي الجلدي غير قاتل غير أن نسخة أقل شيوعا هي ليشمانيا الأمعاء يمكنها أن تسبب خللا في وظائف الأعضاء والوفاة.
وقال ليزلي "الليشمانيا الطفيلي هو أكثر الأمراض المهملة.. خاصة خارج أفريقيا.. وهو لا يجذب التمويل المطلوب لمواجهته."
ويقول الدكتور فقير أمين إنه يعالج الليشمانيا منذ الستينات. وأضاف أن اللاجئين العائدين من الخارج معرضون للاصابة بشكل خاص لأنه لا توجد لديهم مقاومة.
وأردف يقول في عيادته بكابول "لا أحد يلقي له بالا. الناس يأتون.. العيادة مزدحمة.. الناس معرضون للإصابة والمرض يتزايد."
وتعالج التقرحات باستخدام مجموعة جرعات تؤخذ عبر الحقن أو باستخدام الكي لقتل البكتريا. ويوجد بعيادة أمين جهاز الكي الوحيد باستخدام الليزر في أفغانستان. وأجهزة الكي الكهربي فعالة أيضا وأرخص بكثير.
ويقول الخبراء إن الوقاية أمر مهم أيضا.
ويتم توزيع مصائد مشربة بالمبيدات الحشرية لمكافحة الملاريا وهي تسهم أيضا في مكافحة نقل الليشمانيا عبر ذبابة الرمال. غير أن عددا قليلا فقط من المصائد يوزع مقارنة مع العدد المطلوب.
وقالت كاثي فيكيرت المستشارة بوزارة الصحة "تكافح الحكومة للحصول على تمويل ولكن لا أحد يهتم. من المستحيل الحصول على أموال.
"هذه قضية بحاجة إلى التعامل معها" .
[/size]
موضوع: اللشمانيا لعنة أخرى .... 
الثلاثاء أغسطس 18, 2009 4:22 am
