الأوبئة الحديثة التي أصابت الإنسان مثل انفلونزا الطيور ليست نتيجة لقوى غامضة . وبغض النظر عما إذا كنا نقصد أو لا ، فنحن الذين جلبناها لأنفسنا.
عندما نشر ميشيل كريكتون سلسلة " ذا اندروميدا ستراين " لأول مرة في 1969 ، كانت مروعة ولكنها كانت أيضاً مطمئنة على نحو غريب . إذا كان هناك مرض جديد يهدد الإنسانية بوباء مميت ، فالذي يبدو ، أن الميكروب المسبب لذلك الوباء سيأتي من كوكب آخر . ومع تقدم الطب ظهر أن هناك جراثيم أرضية تنفلت .
بعد ذلك بخمسة وعشرين عاماً ، عندما نشرت لوري جاريت كتابها الذي حقق مبيعات عالية " الوباء القادم " (ذا كمنج بلاج) استيقظ الناس على حقيقة أن كوكبنا الذي أسيء استعماله لديه بالتأكيد القدرة على إنتاج دفق مستمر من الأمراض الجديدة بدون مساعدة أي عوالم خارجية.
اليوم ، الأوبئة القديمة المعروفة مثل الملاريا والحصبة والإسهال – والجديدة مثل ، الايدز – تعتبر أكبر قاتل في العالم ، ولكن إذا تم ربطها مع حشد الأوبئة الجديدة. بالفعل، سيصبح لدى المرء انطباع بأنه في كل سنة يظهر مرض جديد .
مارك وولهاوس استاذ علم أوبئة الأمراض المعدية بجامعة ادنبره أحصى 38 كائن ممرض جديد انتقلت إلى البشر من بعض الأنواع الحيوانية فقط في الخمسة وعشرين سنة الماضية. في مداخلة له في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتقدم العلمي في الشهر الماضي ، أشار وولهاوس إلى أننا نتعرض لهجوم ليس فقط من تلك الأنواع الجديدة من الكائنات الممرضة ولكن من أشكال جينية مختلفة للكائنات الممرضة التي وجدت معنا منذ زمن طويل .
سجل جديد حدد 1415 نوع من الميكروبات المسببة للمرض في الإنسان، من ضمنها البكتيريا والفيروسات والفطريات والديدان الطفيلية . نحن نشترك في 61% من تلك الكائنات مع الأنواع الأخرى من الحيوانات.و من الإجمالي العدد هناك 175 نوع تسبب "أمراض ناشئة"—لا يعرفها أحد حتى الآن في الإنسان، من ضمنها هناك 75% أتت من حيوانات أخرى لتغزو الإنسان .
التأثير الذي تحدثه الكائنات الممرضة التي تتخطى عقبة النوع (حاجز النوع) الممرضة متعدد. فيروس هيندرا الذي انتقل من خفافيش الفاكهة إلى الأحصنة في عام 1994 من المعروف أنه تسبب في قتل 3 أشخاص. منذ سبعينات القرن الماضي ، فيروس أيبولا حدثت له بعض الثورات المرعبة التي ، حتى الآن، فشلت في التحول إلى وباء . فيروسات الإنفلونزا عادةً ما تسبب عدد وفيات أقل ولكنها تصيب أناس أكثر بكثير . وحالياً فيروس انفلونزا الطيور من السلالة (H5N1) ينذر بكسر تلك الصورة النمطية بالتحور واستعادة صورة وباء الإنفلونزا القاتل في عام 1918-19 الذي أودى بحياة 50-100 مليون من الناس . فيروس نقص المناعة المكتسبة والايدز اللذان انتشرا بشكل مزمن وعلى نطاق واسع ومميت ، يعدان الآن المسئولان عن ربع الوفيات التي تسببها الأمراض المعدية.
ولكن هل فعلاً الأمراض الناشئة للجراثيم التي تتخطى حاجز النوع كانت معنا من ألاف السنين و تم التعرف عليها فقط عندما توصلت الأبحاث الطبية إلى دقة كافية في الكشف والتعرف على الميكروبات؟
البروفسور دورلاند فيش الأستاذ في كلية يالي للصحة العامة يقول أن الأبحاث الجيدة هي جزء منها ، ولكن ما يزال يظهر أن هناك معدل أسرع لظهور الأمراض في هذه الأيام . كما أخبرني أن " الدكتور وولهاوس أشار إلى نقطة مهمة: أن ظهور أمراض جديدة مفهوم جديد ولكنه عملية قديمة جداً. الناس دائماً ما يكتسبون أمراض جديدة . " نحن أصبحنا نهاجم الآن أكثر من أي وقت مضى ، كما يقول، جزئياً بسبب أن " المواصلات و التجارة ونمو عدد السكان والتغير البيئي تنطلق بمعدلات لم يسبق لها مثيل" .
لا يبدو أنه لم تشجيعها
العلماء وجدوا أن هناك علاقة بين النشاطات الإنسانية،التي ازدهرت في الربع الأخير من القرن الماضي ، والأمراض التي اكتسبت شهرة في نفس تلك السنوات. بعض الأمثلة :
الفرص لإمكانية حدوث فاجعة فيروس الأنفلونزا H5N1 ، والأمراض الأخرى المشابهة له،التي تنشئ من التفاعل بين الطيور البرية والحيوانات الأليفة والناس، من الممكن أنها تعززت بواسطة فقدان الأراضي الرطبة في جنوبي الصين . مما جعل الطيور المهاجرة تحط أكثر من المعتاد في المزارع والمناطق الأخرى المأهولة. وهناك ، أصبحت في تماس مع جماعات كثيفة من الدواجن والبط والخنازير التي تربى لتفي باحتياجات الناس المتزايدة من البروتينات الحيوانية.
القراد ينقل البكتيريا التي تسبب مرض اللايم من الفئران المصابة وحيوانات الأيل إلى الإنسان . أول ما ظهر في نيو اينجلاند في السبعينات ، مرض اللايم الآن أصبح مشكلة مزمنة في أجزاء من الولايات المتحدة . إعادة التحريج في الولايات الشرقية ، لكن بتنوع أقل في النطام البيئي عما كانت عليه عندما دمرت خلال الاستيطان قبل قرنين أو ثلاثة مضوا ، اجتذب أعداد كبيرة من الأيل والفئران والقراد إلى مناطق أكثر اتصالاً مع الضواحي التي يسكنها الإنسان.
مرض جنون البقر يعتقد أنه نتج من أعمال بيئية مشتبه بها من خلال إعطاء أغذية تم إعدادها من بقايا الحيوانات للمواشي التي تتغذى طبيعياً على الأعشاب. أجزاء من بروتين صغير مروع أطلق عليه البيرونز ظهر أنه السبب لذلك المرض لا يتحطم عند طبخ اللحم . تلك البيرونز هي السبب في إصابة الإنسان بحالة من الوهن القاتل والغير ممكن تجنبه يعرف بـ مرض فارينت كروتزفيلد-جاكوب .
ستان كوكسMarch 21, 2006ترجمة الكاتب (
خاص بموقع المهدي ) المقال تحت هذا الرابط :
http://www.alternet.org/envirohealth/33703/